رواية موسى من صعيد مصر
الفصل الأول: ألم الصعيد وقرار الرحيل
في صعيد مصر، حيث البساطة تعانق التقاليد، وُلد موسى، الفلاح الشاب الذي عمل غفيرًا في الحكومة. نشأ وسط عائلة متماسكة قوامها الحاج فائف، الأب الحكيم الذي كان عمود البيت وروحه. في إحدى الليالي الحالكة، عاد موسى إلى البيت مختلفًا. وجهه شاحب، وعيناه تائهتان.
لاحظ والده صمته المعتاد على غير عادته، فسأل والدته سميرة أن تذهب إليه. دخلت عليه لتجد ثيابه مغطاة بالدماء، فصرخت:
"موسى! ماذا حدث؟!"
بتردد وصوت مهزوز، قال:
"رأيتهم يا أمي... قتلوهم أمامي، وحذروني ألا أنطق بكلمة... وإلا!"
ارتعدت الأم من كلماته، وأسرع الحاج فائف بالدخول. أمسك كتفيه وقال بحزم:
"يا بني، سنحميك. لا تخف."
الفصل الثاني: الرحيل إلى أرض جديدة
قرر الحاج فائف أن ينقذ عائلته من هذه الأجواء المشحونة بالخوف. حمل أمانة السلاح إلى النقطة الحكومية، وأخبر عائلته:
"سنسافر إلى دمياط. هناك الأمان مع عمتكم سارة."
كان وداع القرية مؤلمًا، لكنها الخطوة التي كان يجب اتخاذها. في دمياط، استقبلتهم سارة بحفاوة، وبدأت العائلة حياة جديدة وسط بيئة غريبة، لكن الأمل كان رفيقهم الوحيد.
الفصل الثالث: إشراقة الأمل
تأقلمت العائلة تدريجيًا. وجد موسى في الزراعة متنفسًا لطرد ذكرياته المؤلمة، وفي وسط ذلك التعافي، التقى بـ"ليلى"، الفتاة التي أعادت إلى قلبه النبض. كانت عيناها تحملان بريق البراءة، وحديثها يسري كالبلسم في نفسه.
في أحد الأمسيات، وعلى ضفاف النيل، قال موسى لها:
"معكِ، أشعر أن الحياة تمنحني فرصة أخرى."
ابتسمت ليلى بخجل وقالت:
"وأنا، وجدت فيك القوة التي أحتاجها."
الفصل الرابع: عودة الماضي
لكن الحياة لا تهب السلام بلا ثمن. ظهر علي، أحد الرجال الذين تورطوا في الجرائم التي شهدها موسى، في القرية. كان يبحث عن موسى، وكأن الماضي يأبى أن يتركه وشأنه.
أحس موسى بالقلق، لكنه قرر أن يواجه مخاوفه. أخبر والده، فجمع الحاج فائف شباب القرية، وقال لهم:
"لا تتركوا الخوف يسيطر عليكم. مع الإيمان والصبر، سننتصر."
الفصل الخامس: المواجهة الكبرى
وفي ليلة مليئة بالتوتر، اجتمع موسى والشباب لمواجهة علي ورجاله. كان المشهد مهيبًا، والقلوب تنبض بقوة الإيمان. قال موسى بثبات:
"لن نعيش في خوف بعد الآن!"
بدأت المعركة، لكن صوت الحق كان أقوى من كل تهديد. وعندما انتهى الأمر، كان موسى والقرية قد انتصروا، ليس فقط على علي، بل على الخوف الذي كان يسيطر عليهم.
الفصل السادس: الحب ينتصر
بعد النصر، اجتمع أهل القرية للاحتفال. أمسك موسى بيد ليلى وقال لها:
"هذه البداية فقط... أعدكِ أن نكمل حياتنا معًا، بلا خوف."
ابتسمت ليلى وقالت:
"طالما نحن معًا، لن يُهزمنا شيء."
الفصل السابع: إشراقة المستقبل
بدأت القرية تستعيد حياتها الطبيعية، وبدأ موسى في بناء بيت جديد مع ليلى. كان البيت رمزًا للبداية الجديدة، حيث الحياة مليئة بالأمل والإيمان.
وفي صباح أحد الأيام، جمع الحاج فائف عائلته، وقال:
"ما دامت قلوبنا معلقة بالله، فلن نخشى شيئًا. اجعلوا الماضي درسًا، وعيشوا الحاضر بكل قوتكم."
---
النهاية: إشراقة جديدة
كان موسى يعمل في الأرض وهو يردد الآية:
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا" [الطلاق: 2].
عرف أن الماضي لا يمكن محوه، لكنه يمكن أن يكون بداية لقصة جديدة مليئة بالأمل.
بقلم:
الكاتبة الأدبية المصرية
1 تعليقات
ابداع
ردحذف