اللواء. أ.ح. سامى محمد شلتوت يكتب.. الخطأ التاريخي لبني البشر

 

الخطأ التاريخى لبنى البشر الشعور بالألم والإعتراف بالجميل بعد فوات الآون



اللواء. أ.ح. سامى محمد شلتوت


※ هكذا هى الحياة لا نتعلم الدرس الأ بعد أن نعيشه ونتذوق مرارته و ليت الإنسان لايعاود الكرة و يتعلم من تجارب الآخرين. لكنه يأبى أن يتعلم لابد أن يستنقع فى المشكلة أولاً لكى يستوعب الدرس و يتجرع مرارته. الكاتب الروسي  تشيخوف كتب قصة نلخصها فى الآتى:

※فلاح عجوز حمل زوجته المريضة في المقعد الخلفي من العربة التي يجرها حصان هزيل، حملها إلى المدينة البعيدة لعلاجها. وفي الطريق الطويل، بدأ الرجل يتحدث، يفضفض... كأنما يناجي نفسه.ولكنه في الوقت نفسه يواسي زوجته المريضة التي عاشت معه طوال أربعين عاما في شقاء وبؤس ومعاناة تكد وتكدح، تساعده في الحقل، وتتحمل وحدها أعباء البيت…

الآن.. أحس أنه كان قاسيا معها طوال السنوات الماضية، و أن عليه، الآن أن يعاملها بلطف و لين، و أن يُسمعها الكلمات الطيبة.

 قال لها إنه ظلمها، و أن الحياة أيضا ظلمتها، لأنه لم يجد الوقت في حياته اليومية ليقول لها كلمة طيبة حلوة و عذبة، أو يقدم لها إبتسامة صافية رقيقة كالماء أو يعطيها لحظة حنان!!!.. و ظل الرجل يتحدث بحزن و أسى، طوال الطريق و الكلمات تحفر لها في النفس البشرية.. تجرى مجرى كما يحفر الماء المتساقط على الصخر.. خطوطاً غائرة. 

※ ليعوضها بالكلمات  عما فقدته خلال الأربعين عاما الماضية من الحب و الحنان و دفء الحياة الزوجية و أخذ يقدم لها الوعود بأنه سوف يحقق لها كل ما تريده و تتمناه في بقية عمرها. عندما وصل المدينة، نزل من المقعد الأمامي ليحملها من المقعد الخلفي بين ذراعيه لأول مرة في حياته إلى الطبيب  و لكن وجدها قد فارقت الحياة...كانت جثة باردة.... ماتت بالطريق... ماتت قبل أن تسمع حديثه العذب الشجي!!!... 

※ و إلى هنا تتوقف قصة الألم، التي كتبها تشيخوف ليتركنا نحن مثل الفلاح العجوز الذي كان يناجي نفسه و لكن بعد فوات الأوان... فالكلمات لم تعد مجدية الآن،.. فقد فقدت مغزاها!!.. فنحن لا نعرف قيمة بعضنا إلا في النهايات!. أن تقدم وردة في وقتها خيرٌ من أن تقدم كل ما تملك بعد فوات الأوان. أن تقول كلمة جميلة في الوقت المناسب خير من أن تكتب قصيدة بعد أن تختفي المشاعر. لا جدوى من أشياء تأتي متأخّرة عن و قتها كقُبلة إعتذار على جبين ميّت. لا تؤجل الأشياء الجميلة. فقد لا تتكرر مرة أخرى.علينا إغتنام الوقت ما يمضي لن يعود.. لابد أن نتخلص من خطئنا التاريخى الإحساس المتاخر خنجر فى قلب العلاقات السوية و العلاقات الإنسانية الراقية الرقيقة الوفيه الحانية العطوفة الشاعرية و الإحساس الراقى المتحضر و ضمير الإنسان العذب الربانى و فطرته التى خلقها الله عليها.

※ دومتم بالأخلاق الحميدة تتمتعون و بالوفاء تعيشون و بالحنان تشعرون و بالمودة تتبادلون الأحاسيس و تعيشون. و فى أمان الله تحبون و تنعمون.....



إرسال تعليق

0 تعليقات