سلسلة الاشارات النفسيه ..
القوى النفسية المسيطرة
الدكتور / حسام القاضي
إرشاد نفسي وتربوي.
البحث في بواطن النفس هو ميدان الإرشاد النفسي، حيث تظهر على الشخص ملامح معينة هي إمتداد للباطن الداخلي لديه، هناك تتصارع الخلجات مع الأهواء مع الهواجس مع المشاعر مع الرغبات، في البواطن فقط تجد رماد العواطف وأسى المشاعر وجراح الآهات، وفي البواطن تجد كثيرا من المكتنزات التي طعنت العواطف ولم ترقب فيها الا ولا ذمه، تجد سكاكين الهيام التي تبكي على أطلال شخوص إفتقدتهم الأرواح وحنت إليهم الجوارح واشتهتهم الأعضاء،.
كما هو الحال في العمليات الجراحية فإن الأدوات الطبية تعالج المباضع التي أصابها الخلل، فتفتح شريانا وتقطع هودجا وتصل وريدا بآخر، وفي الإرشاد فإننا نبعثر حيرة ونبحث عن بواطن القلق ونخرج الخبايا ونفرغ الشعور مما علق به من سوءات الهوى ومرابط الأمنيات.
في علم التشريح يتم الشق من خلال العمليات، وفي الإرشاد يتم الوصول من خلال الحديث عن الذات، حيث تنهمر الدموع وتتداعى الأسرار وتبوح الألسن بما كانت معقودة عن الحديث عنه، عندئذ نبدأ بترتيب الأوراق النفسية المبعثرة ونعمل على تسكين الخلل الذي ألم بها، حيث نزيل التشوهات المعرفية ونستبدلها بأفكار منطقية، حيث نشجع الشخص على الإنطلاق نحو مواجهة نفسه ومعرفة طبيعته والرضا عن شخصيته وصولا إلى البدء بالمسير الحسي والهاجسي :
( داده الله الله .. داده يا ما شالله )
فليس الصغير وحده من يحتاج إلى تشجيع ودلال، فالبالغ أيضا يحتاج إلى تكسير مجاديف واستبدالها بأخرى وصولا إلى الرقة والحنان .
ولكل شخص فينا معادلة نفسية سرية خاصة به وحده، كما هو حال البصمة الوراثية التي لا يتشابه بها اثنان ( وسبحان الخالق العلام )، تلك البصمات تكون قوى نفسية مسيطرة لا يستطيع الشخص التملص منها ولا الإنفكاك عنها، فالعصبية في الشخص مزاج وكذا الهدوء لدى آخرين مراق، وكلاهما قوى مسيطرة تتحكم بالإرادة وتحكمها وتلجمها بسيطرتها، وهنا لا يحتاج الشخص لتعنيف أو ملام، بل يحتاج لبلسم كلام وعطف وحنان، رويدا رويدا حتى يعتاد على صفات جديدة حميدة يستبدلها بأخرى هجينة تخربط حساباته وتبعثر سيطرته كأنه ليس هو الذي نراه :
( داده الله الله .. داده يا ما شالله ) .
تردد على رسول الله شخص يعشق الخمر ويسكر بها عقله في رحلة الغياب، وكلما أقيم عليه الحد يعود إلى معشوقته فيثمل منها من جديد، حتى مل عمر بن الخطاب من تكرار المشهد فقال ( عليك لعنة الله )، فنهره رسول الله وقال لا تلعنه فوالله ما علمته إلا يحب الله ورسوله.
رفقا بهم فإن القوى النفسية الكابحة على إرادتهم لهي أقوى من قرارهم وعنفوان مسلكياتهم، يعلمون أنهم مخطئون لكنهم عاجزون ( فمن يتفهم عجزهم ) ؟، ويواسي جراحهم، ويقدر ذواتهم، ويأخذ بأيديهم نحو بر الأمان النفسي، والطمأنينة الشخصية .
( هذا دورنا ) أن نساعدك على مواجهة واقعك، والوقوف على حقيقة طبيعتك، وعدم المسير بالاتجاه العكسي، فلا النفوس متشابهه، ولا الشخوص متساويه، ولا العقول في التصور متقاربه، هي صنيعة الله لا اعتراض عليها، لكننا مأمورون بالتغيير في شتى الإتجاهات :
" إن الله لا يغيير ما بقوم حتى يغييرو ما بأنفسهم " صدق الله العظيم.
( القوى النفسيه المسيطره )
The dominant psychological forces .
0 تعليقات