من روائع القصص كتب هشام رشيد زنباع 🇪🇬

 

من روائع القصص




كتب هشام رشيد زنباع  🇪🇬

من روائع القصص التي اعشقها، اخترت منها قصة هي اقرب للواقعية وتجسد مهما وصل بالأبناء من جحود، فهو امر عابر وسرعان ما ينتهوا له رغم كل الضغوط والمؤثرات وتتغلب التربية القويمة علي المؤثرات الخارجية.

انها قصة قصيرة بعنوان " لحظة صدق " للكاتب محمد شكيب


وقفت اعتماد فى مواجهته متكأه على المقعد، فقدماها المتعبتين لا تقويان على حملها مخاطبة إياه "رحمك الله لماذا رحلت وتركتنى وحيدة فى هذا الزمن الصعب كنت أظن انهم سيملاون على حياتى  ويعوضوننى عما عانيته بعدك فى تربيتهم لم أقصر مع أحد منهم لم ادخر جهداً ولا صحة حتى نحل جسدى واعتلت صحتى ودب الشيب فى راسى مبكرا وانا ساهرة عليهم ارعاهم واكمل رسالتك معهم وانجز الوعد الذى وعدتك إياه قبل رحيلك ".

وهاهم الآن رحل من رحل عنى وبقى من  بقى بجحوده ونكرانه ثم اتجهت الى ابنها مخاطبة، 

وانت يامجدى يا اول  من رآه قلبى واكتحلت به عيناى كيف هنت عليك ياولدى وهجرتنى وسافرت وراء   تفوقك ومستقبلك كيف طاوعك قلبك وانقطعت كل هذه السنين عنى ولم تسأل عن حالى وصحتى سامحك الله ياولدى ليتك كنت بجانبى الآن  لترى ما يفعله اخوك بى وترده إلى عقله.

وتحولت إلى ابنتها معاتبة وانت يافادية كنت اظنك ستدفءين برد شيخوختى وتعيشين معى انت وزوجك وأولادك ليتكما   فعلتما ربما لم يكن يجرؤ على فعلته هذه ولكنك رحلت انت الأخرى وراء زوجك فى بلاد المهجر كيف قست قلوبكم على وانا فى أواخر عمرى وتركتمونى مع اصغركم ليفعل بى ما يشاء 

لم يجيبها أحد فهم مجرد صور فى اطارات على الحائط كانت تخاطبهم وهى تلملم بعض حاجياتها المتواضعة فى شنطة قديمة استعدادا للرحيل من المنزل الكبير الذى قضت فيه احلى ايام عمرها مع زوجها وأولادها بعد أن اجبرهاابنها الأصغر محمود على ترك المنزل استعدادا لبيعه وايداعها فى أحد بيوت المسنين كما أشارت عليه زوجته وأهلها  ولم يستجب لتوسلات امه المريضة ورغبتها أن تقضى ما تبقى من عمرها فى هذا المنزل بين جدرانه  وأركانه التى عاشت بينهما احلى ذكريات حياتها 

ارهقها الحديث والتنقل بين الصور المعلقة على الحائط صمتت برهة عن الكلام ومالت على احد المقاعد تلتقط أنفاسها وتسرح بخيالها فى أيامها المقبلة فى دار المسنين تمتمت وعينها مليئة بالدموع الله يسامحك يا محمود يابنى كنت صبرت قليلا يمكن ربنا يأخذ وداعته

صرير المفتاح فى الباب افزعها من مكانها  وقفت فى مواجهة القادم  إذن حان الموعد ابنها قادم لاخذها إلى  دار المسنين ومعه زوجته وحماته واقفتان ترقبان الموقف  وابنها يحثها  على الإسراع فهناك مشترى سيحضر لرؤية البيت رمقتهما بنظرة فاحصة من عينيها المتعبتين من البكاء كانت هذه النظرة كافية لأن يفسحا لها الطريق وهى تدور وراء ولدها تستعطفه فى محاولة اخيرة وتحاول أن تستفز عاطفة البنوة فى قلبه ولكنه كان يدير وجهه بعيدا عنها وكأنه يهرب من شىء ما أشياء كثيرة كانت تتصارع فى نفسه  بين التردد واليقين أخذت تدور وراءه فى المنزل ترجوه وتستعطفه جذبته  زوجته بعيدا خوفا من أن يتأثر بكلامها وتضيع أحلامها فى الثراء وحياة الرفاهية التى تنتظرها وعلى باب المنزل كانت قواها قد خارت فهوت على الارض وتناثرت امتعتها التى جمعتها اهة دفينة خرجت منها ترامت إلى سمع  ولدها التفت إليها وهى ممدة على الأرض رمق زوجته وحماته بنظرة فهما منها ما سيقدم عليه معهما فاطلقتا ساقيهما للريح خوفا منه   لم يشح بوجهه هذه المرة عن امه انفجر باكيا وهاجت كل العواطف بداخله شريط من الأحداث مر أمام عينيه فى لحظات تذكر كيف كانت امه تفضله على باقى إخوته وتؤثر ه بكل شىء حلو فى حياتها بللت دموعه الغزيرة وجه امه وهو يحملها إلى داخل المنزل ويقبل رأسها ويدها وقدمها نظرت إليه وقد انفرجت اساريرهاواطلت من عينيها نظرات الرضا شعر بقلبها يدعو له شعر بأن جبال من الحزن والهم كانت رابضة فوق قلبه قد زالت عاهدها أن يعيش تحت قدمها بقية عمره قبلت جبينه وهى تتمتم بالدعاء وتبتسم له قبل أن ترقد فى سلام وراسها على صدره  كما كانت تحمله صغيرا


إرسال تعليق

0 تعليقات